بعد يومين من الاجتماعات المكثفة، أعلن منظمو مؤتمر الفلسطينيين في الخارج عن إنشاء كيان سياسي جديد يهدف إلى تمثيل مجتمعات الشتات الفلسطيني وتعزيز حقوق الفلسطينيين.
دور الكيان الجديد في النضال الفلسطيني
أكد قادة المؤتمر يوم الأحد أنهم يسعون للعب دور أكبر في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية (PLO). وأوضحوا أن الكيان الجديد لا يهدف إلى استبدال منظمة التحرير، بل يسعى ليكون داعمًا لها.
وقال ريـبـحي حلوم، السفير السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية: “نحن نحاول هنا إنشاء هيكل داعم يكون رافدًا لمنظمة التحرير وليس بديلاً عنها”.
أهداف الكيان الجديد
رغم أنه لم يُمنح اسمًا رسميًا بعد، إلا أن الكيان الجديد حدد عدة أهداف أساسية، من بينها:
إنهاء اتفاقية أوسلو الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير عام 1993.
إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتكون أكثر تمثيلاً لكافة الفلسطينيين.
تشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب ديمقراطيًا، ليكون الهيئة التشريعية لمنظمة التحرير في المنفى.
انتقادات لاتفاقية أوسلو وتأثيرها السلبي
انتقد قادة المؤتمر اتفاقية أوسلو، مؤكدين أنها ساهمت في تدمير منظمة التحرير الفلسطينية وخلقت طبقة جديدة من القادة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة الذين يخضعون فقط لإرادة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي البيان الختامي، الذي قرأه أنيس القاسم، أستاذ القانون، ألقى المؤتمر باللوم على قادة منظمة التحرير بسبب تقديم تنازلات تاريخية لإسرائيل في الاتفاقيات التي مددت الاحتلال الإسرائيلي وزادت من معاناة الشعب الفلسطيني.
الحقوق الفلسطينية والمقاومة
أكد المؤتمر على حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وطالب بعودة اللاجئين إلى ديارهم وقراهم في فلسطين التاريخية. كما شددوا على أهمية السعي نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال المفكر الفلسطيني منير شفيق، الذي سيتولى الأمانة العامة للمؤتمر، إن الفلسطينيين يمتلكون الحق الكامل في فلسطين التاريخية من الناحية المبدئية، لكن هذا لا يعني أن مجتمعات الشتات مجبرة على تبني هذا النهج بشكل موحد.
وأضاف شفيق: “مجتمعات الشتات الفلسطيني حرة في العمل وفق القوانين والأعراف السائدة في الدول التي يعيشون فيها”.
من جهته، أوضح خالد ترعاني، المتحدث باسم المؤتمر، أن الفلسطينيين يصرون على حقهم في العودة إلى أراضيهم، ولكن في نهاية المطاف، الأمر متروك للإسرائيليين ليقرروا مستقبلهم وليس للفلسطينيين.
انتقادات من حركة فتح وفصائل أخرى
أصدرت حركة فتح، كبرى الفصائل الفلسطينية، بيانًا يوم الأحد انتقدت فيه المؤتمر، ووصفته بأنه “محاولة لتقسيم الشعب الفلسطيني”. كما هاجمت بعض الفصائل الصغيرة في رام الله المؤتمر، معتبرةً أنه “هجوم على منظمة التحرير الفلسطينية”.
وردًا على هذه الانتقادات، قال المتحدث باسم المؤتمر، زياد العلول: “هذه الانتقادات لا أساس لها. نحن كفلسطينيي الشتات لدينا الحق في التنظيم وإبداء آرائنا حول أفضل السبل للمضي قدمًا في القضية الفلسطينية”.
تشكيل اللجنة العامة للمؤتمر
أعلن المؤتمر عن تشكيل “اللجنة العامة”، برئاسة المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة، وعضوية ماجد الزير، الناشط الفلسطيني المقيم في بريطانيا، وناعلة الواعري، الباحثة والناشطة في مجال حقوق المرأة، وسيف أبو كيشة، الناشط الشبابي، كنائبين له.
كيان مستقل وليس فصيلًا سياسيًا جديدًا
أكد قادة المؤتمر أن الكيان الجديد ليس مجرد فصيل فلسطيني آخر، بل هو منظمة مستقلة ومفتوحة أمام جميع الفلسطينيين، تهدف إلى توحيد الجهود والعمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.