وفاة النائب الفلسطينية راوية الشوا بعد صراع مع المرض

لقد توفيت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني (PLC)، راوية الشوا، مساء يوم الاثنين بعد صراع طويل مع المرض، حيث كانت تعاني من مشكلات صحية استدعت سفرها إلى الخارج لتلقي العلاج، لكنها عادت إلى غزة مؤخرًا قبل أن تتوفاها المنية.

مسيرة راوية الشوا السياسية والمهنية

ولدت راوية الشوا لعائلة فلسطينية عريقة ذات جذور سياسية وثقافية في قطاع غزة. نالت تعليمها في مجالات الصحافة والاقتصاد، مما منحها قدرة كبيرة على خوض المعترك السياسي بوعي ومعرفة.

تم انتخابها كعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني لأول مرة عام 1996 كممثلة مستقلة عن مدينة غزة، حيث كانت من أبرز الأصوات المدافعة عن الحقوق الفلسطينية، وخاصةً قضايا المرأة وحرية التعبير. واصلت الشوا مسيرتها السياسية، حيث أعيد انتخابها في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، وظلت تعمل على دعم العديد من القوانين التي تصب في مصلحة الفلسطينيين حتى وفاتها.

إلى جانب عملها السياسي، كانت راوية الشوا صحفية بارزة وكاتبة مهتمة بالقضايا الوطنية والاجتماعية. كما أنها كانت ناشطة في المجال الاقتصادي، حيث شاركت في عدة مشاريع تجارية ساهمت في تنمية الاقتصاد الفلسطيني.

إشادة بدورها الوطني

قال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان رسمي: “لقد خسرت فلسطين برحيل الأستاذة راوية الشوا إحدى الناشطات والكاتبات الفلسطينيات اللواتي أثرين الحياة السياسية والثقافية، وناضلن من أجل دحر الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا واستعادة حقوقه”.

وأضاف المحمود أن الشوا كانت نموذجًا للمرأة الفلسطينية المناضلة، حيث كرست حياتها لخدمة القضايا الوطنية، ولم تتوانَ يومًا عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.

تعازي وشهادات في رحيلها

كما أعرب سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، عن تعازيه العميقة لأسرة الشوا، مؤكدًا أن رحيلها يشكل خسارة كبيرة على الصعيد السياسي والاجتماعي. وأضاف: “لقد كانت الفقيدة من الأصوات الحرة التي لطالما دافعت عن الحق الفلسطيني ورفضت أي تنازلات تمس ثوابت القضية الفلسطينية”.

من جانبه، قال الناشط السياسي والمفكر الفلسطيني عبد الستار قاسم: “راوية الشوا كانت أكثر من مجرد نائبة في المجلس التشريعي، لقد كانت صوًتا للحق، ومناضلة من الطراز الرفيع، لا تخشى في قول الحقيقة لومة لائم”.

إرثها وتأثيرها على الأجيال القادمة

لم يكن دور الشوا مقتصرًا على السياسة فقط، بل امتد إلى دعم الشباب الفلسطيني وتشجيع النساء على المشاركة في العمل العام. وقد لعبت دورًا بارزًا في تنظيم العديد من الندوات والفعاليات الثقافية التي عززت من وعي الأجيال القادمة حول قضايا الوطن.

كما ساهمت في إطلاق مبادرات لدعم المشاريع الصغيرة، خاصة للنساء الفلسطينيات، حيث كانت تؤمن بأن تمكين المرأة اقتصاديًا هو جزء أساسي من تعزيز الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال.

وداع فلسطين لإحدى رموزها

ودعت فلسطين راوية الشوا بكثير من الحزن والأسى، حيث أقيمت جنازتها في مدينة غزة بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والمجتمعية. وقد رفع المشيعون صورها ولافتات تخلد ذكراها، مؤكدين على استمرار المسيرة التي بدأت بها في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

ومع رحيلها، يخسر الشعب الفلسطيني قامة وطنية بارزة، لكنها ستظل حاضرة في الذاكرة الفلسطينية من خلال إرثها السياسي والثقافي الذي تركته للأجيال القادمة.

Tags :
Categories :