في تصريح حديث له، قال نائب رئيس لجنة التعاون البرلماني بين الدول (BKSAP) في مجلس النواب الإندونيسي (DPR RI) روفي منوار إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل عاصمة إسرائيل من تل أبيب إلى القدس تعد خطوة غير منتجة للغاية في حل النزاع الفلسطيني. وتُعتبر هذه الخطوة، حسب منوار، متعارضة مع القرارات الدولية ومن شأنها أن تزيد من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.
التأثيرات السلبية على السلام في الشرق الأوسط
وأوضح منوار في بيان صحفي يوم الثلاثاء (5/11) في جاكرتا أن نقل عاصمة إسرائيل إلى القدس سيؤدي إلى زيادة الصراع والتوترات في منطقة الشرق الأوسط بشكل مستمر. وأضاف قائلاً: “القدس هي واحدة من أكبر مراكز الصراع في فلسطين، خاصة في ظل وجود المسجد الأقصى، الذي يعتبر رمزًا دينيًا وتاريخيًا كبيرًا للمسلمين، وهذا سيسهم في تفاقم التوترات العرقية والدينية”.
وأشار منوار إلى أن هذه الخطوة تتناقض مع القرارات الدولية التي تدعو إلى الحفاظ على الوضع القائم في القدس، والتي لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأضاف أن قرار ترامب يأتي في سياق التلاعب السياسي بالأوضاع، حيث كان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس جزءًا من وعود ترامب الانتخابية.
الاعتبارات السياسية والانتخابية وراء القرار
من ناحية أخرى، شدد منوار على أن هذه السياسة الأمريكية تعد تواطؤًا واضحًا مع مصالح إسرائيل دون اعتبار لحقوق الفلسطينيين. وقال: “ترامب قد استخدم مسألة القدس وفلسطين كأداة في حملته الانتخابية للحصول على دعم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. وهو ما يُظهر مدى تسييس هذا الموضوع الذي يعد أحد القضايا المحورية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.
ورغم أن ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلا أن منوار يعتبر أن هذا القرار ليس في صالح السلام ويؤثر بشكل كبير على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة. وذكر منوار أن السياسات الأمريكية الأخيرة تجاه القدس تتجاهل تمامًا مصالح الفلسطينيين وحقوقهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
أهمية القدس في القضية الفلسطينية
من جهة أخرى، أشار منوار إلى أن هناك عدة أسباب تجعل القدس غير قابلة لأن تكون عاصمة لإسرائيل. فمن بين هذه الأسباب، القرار الذي أصدرته لجنة التراث الثقافي التابعة لليونسكو والذي قضى بأن إسرائيل لا تملك السيادة على القدس الشرقية. وأضاف أن القدس، بالنسبة للمسلمين، تحمل رمزية كبيرة باعتبارها أحد أقدس المواقع الدينية في العالم، حيث تضم المسجد الأقصى. وبالتالي، فإن أي تغيير في الوضع الراهن يعتبر استفزازًا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.
دعوة للرد الدولي الفاعل
كما دعا منوار المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه خطة الرئيس الأمريكي. وقال إن منظمة التعاون الإسلامي (OIC) يجب أن تتحرك بشكل أكثر فاعلية للتعامل مع هذا التحدي. وأضاف: “يجب على الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أن تتخذ إجراءات ملموسة وتحث المجتمع الدولي على الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن هذا القرار الذي لا يخدم السلام في المنطقة”.
وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في الثالث من ديسمبر (3/12) إلى عقد اجتماع طارئ في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع السياسي المتدهور في القدس. جاء هذا بعد تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعد للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
التحديات المستقبلية والحاجة إلى الحلول
بينما تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يظل السؤال الأكبر هو كيف سيتفاعل المجتمع الدولي مع هذه الخطوة الأمريكية. إذ يعتبر الكثيرون أن القرار الأمريكي يمثل تهديدًا كبيرًا لفرص السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويزيد من حدة الصراع المستمر منذ عقود.
ولذلك، من المهم أن يبذل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والدول العربية، جهدًا أكبر لوقف هذه السياسات التي تهدد بزيادة المعاناة وتدمير آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
في الختام، لا شك أن التحديات التي تطرأ على القدس وقضية فلسطين تتطلب جهدًا منسقًا من الدول المؤثرة في الساحة الدولية، بالإضافة إلى الدعم الفاعل من الشعوب التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.